5 مساهمات للروبوتات في تحويل الأعمال
المستقبل بين أيدينا. يعتمد العديد من الأشخاص على الروبوتات في الأعمال المنزلية (مثل أعمال التنظيف) أو مساعدة العمال في مهام التغليف أو على خطوط الإنتاج. وتسهم الأنظمة مفتوحة المصدر والحوسبة السحابية في توفير الظروف المثالية للاعتماد على الروبوتات، وهو أمر بات أقرب مما قد تظن.
وتستثمر المؤسسات التي تخطط للمستقبل في تقنيات الروبوتات بشكل كبير، مما يسهم في إحداث تغييرات كبيرة في جميع القطاعات. وأصبحت الحلول التي تعتمد على الروبوتات متاحة بشكل أكبر للشركات الصغيرة بفضل العولمة والتكلفة المعقولة، حيث تتراجع تكلفة الاعتماد على الروبوتات تدريجياً. إذاً، ما هو مستقبل الاعتماد على الروبوتات؟
التوجهات الرائجة والأسواق الرئيسية
قُدرت قيمة سوق الروبوتات في العام الماضي بـ50 مليار دولار، حيث شهدت الأسواق حوالي 400 ألف شحنة على المستوى العالمي. وفي عام 2020، تم نشر عشرات الآلاف من الروبوتات في جميع أنحاء العالم، حيث يأتي قطاعا الإلكترونيات والسيارات في مقدمة القطاعات التي تعتمد على الروبوتات. وهناك مؤشرات كبيرة على الإمكانات التجارية التي توفرها الروبوتات – مثل الذكاء الاصطناعي – في الأسواق في ظل نشر 86.000 روبوت في “قطاعات غير محددة”.
الرعاية الصحية
الرعاية الصحية هي واحدة من القطاعات التي يتم الاعتماد فيها على الروبوتات، حيث تعتمد الدول الرائدة مثل دولة الإمارات على هذه التقنية التي تسهم في تغيير حياتنا. وبدءاً من عام 2014، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق أول روبوتات لإجراء عمليات القسطرة وجراحة القلب في مستشفى القاسمي. وبدلاً من استبدال المتخصصين في الرعاية الصحية، يتم الاعتماد على تقنيات الروبوتات لتعزيز دقة العمل وتمكين إجراء العمليات الجراحية المعقدة والطفيفة.
ووصلت نسبة نجاح العمليات السريرية بالاعتماد على الروبوتات إلى 99.1%، مما ساهم في ازدياد الاعتماد عليها في الطب النسائي والتوليد. وتُستخدم الروبوتات في مختلف جوانب الرعاية الصحية من التدخلات الجراحية البسيطة إلى آلات تحريك المرضى بالاعتماد على الروبوتات، حيث تَعِدُ الروبوتات بالكثير من الإسهامات في الرعاية الصحية.
الخدمات اللوجستية
هناك مجالات واسعة للاعتماد على الروبوتات في الخدمات اللوجستية مثل الرعاية الصحية والتخزين. وبمجرد اعتماد الشركات الرائدة في السوق على الروبوتات، تزداد فرص اعتماد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المخازن الآلية مما يسهم في تعزيز قدراتها التنافسية في السوق.
وبفضل التكنولوجيا التي تتراوح بين الروبوتات المخصصة لحمل المنتجات والعربات ذاتية التوجيه، توفر الروبوتات بالاعتماد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي فرصاً كبيرة لتغيير طريقة العمل في المستودعات وتوفير الخدمات اللوجستية بالإضافة إلى تحسين السلامة في المصانع. وعلى العكس من البشر، يمكن للروبوتات العمل بكامل طاقتها طوال الوقت مما يوفر إمكانات كبيرة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لتقييم المخاطر بكفاءة كبيرة ثم اتخاذ الإجراءات الوقائية.
أما بالنسبة للرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات الصيدلية الآلية في عام 2017 لتوزيع الأدوية وتوصيلها في عيادات مستشفى الفجيرة. وباستخدام رموز الباركود، يمكن للروبوت صرف ما يصل إلى 12 وصفة طبية في أقل من 60 ثانية. وتضمن هذه التقنية المهمة صرف الأدوية الصحيحة من متجر يحتوي 35.000 علبة دواء في وقت قصير.
الأمن
تزايد الاعتماد على تقنيات الروبوتات من خلال طائرات الدرون، حيث يمكن الاعتماد على هذه الطائرات في الأعمال العسكرية فوق مناطق النزاع أو من أجل المراقبة. ويمكن استخدامها في سيناريوهات الكوارث، حيث توفر بيانات دقيقة تساعد فرق الاستجابة في عملها.
ويقوم الجيش البريطاني في الوقت الحالي بتجربة الروبوتات الآلية لتوفير العديد من الأشياء مثل الطعام والوقود في مناطق الصراعات. وفي عام 2017، كشفت شرطة دبي النقاب عن أول روبوت يمكن للأشخاص إبلاغه عن الجرائم ودفع الغرامات وغيرها من الخدمات في إطار خطة طموحة لإنشاء قوة شرطة آلية بنسبة 25% بحلول عام 2030.
التصنيع
تتواصل الثورة الصناعية الرابعة والتي ساهم تفشي الجائحة جزئياً في تسارع وتيرتها. وتسعى العديد من شركات التصنيع إلى الاعتماد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تقنيات التصنيع.
وتتيح الإمكانات التي يوفرها الاتصال إنجاز عمليات التصنيع بسهولة أكبر وتوفير البيانات في الوقت الفعلي. ومن خلال نشر الروبوتات في مواقع محددة، يمكن تحسين السلامة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
ومن خلال الاعتماد على الروبوتات لإنجاز المهام المتكررة، يمكن الحد من الأخطاء وبالتالي يمكن للأشخاص التركيز على تعزيز القيمة. كما يمكن للروبوتات تنفيذ عمليات التصنيع الكبيرة بدقة وفي وقت قصير.
وتعتمد دولة الإمارات – على سبيل المثال – على الروبوتات لإنتاج لوحات رخص السيارات في دبي، حيث يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في تنفيذ المهام بين هيئة الطرق والمواصلات لتلقي طلبات إصدار اللوحات. ويمكن للروبوتات تنفيذ 33.000 لوحة رخصة في اليوم.
السيارات
من المعروف أن الخيال العلمي أصبح حقيقة علمية مع إنتاج السيارات ذاتية القيادة. ومن خلال الجمع بين العديد من التقنيات الذكية مثل تقنية “ليدار” والكاميرات، يشهد قطاع النقل تطوراً كبيراً حيث تسعى شركات تصنيع السيارات الكبيرة إلى اعتماد تقنيات القيادة الذاتية القابلة للتطوير.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام عادةً ما تسلط الضوء على السيارات المحلية وسيارات الأجرة، ولكن من المتوقع أن يحقق سوق سيارات نقل البضائع الثقيلة ذاتية القيادة نمواً كبيراً، مما يتيح للسائقين التنقل بين التحكم الآلي واليدوي عند القيادة لمسافات طويلة. كما أن الاعتماد على السيارات ذاتية القيادة في المستودعات والمصانع هو مجال واعد. أما في البيئات الأقل مساحة والأكثر تنظيماً، يمكن أن تنجز الروبوتات مهام مناولة المواد بأمان وكفاءة.
مستقبل الروبوتات
لا يمكن إنكار إسهامات الروبوتات في العديد من القطاعات، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة حلولاً أكثر ذكاءً وكفاءة من أي وقت مضى.
وتوفر الروبوتات المجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة وإنترنت الأشياء حلولاً تسهم في تغيير طريقة حياتنا وعملنا في وقت أقرب مما نعتقد.
ونظراً لانخفاض تكلفة المكونات، والإقبال المتزايد على الرموز مفتوحة المصدر ونموذج “الروبوتات كخدمة” الذي يعتمد على الاشتراك، تلوح في الأفق ثورة في مجال الروبوتات.
وننصح الشركات ذات التفكير المستقبلي بالبحث عن شركاء مستقبليين والاستثمار فيهم لتمكينهم من اغتنام الفرص التي توفرها تقنيات الروبوت بفضل إمكاناتها وقدرتها الكبيرة على تحويل الأعمال.